البلدمقالات

يوميات فتى في سجن رومية للمهانة والعنف والذكوري (1)

جسد راقص يمتلىء بخطيئة القتل وينتظر عدالة السماء

 في شهر آب من العام 2001، من دون علم والدي، ركبت سيارته وقدتها في رحلة كادت أن تكون الأخيرة. كنت مسرعاً حين حاولت تجاوز سيارة تبطئ في سيرها. وما إن خرجت عن مساري لأتجاوزها، حتى باغتتني سيارة مسرعة من الاتجاه المعاكس، فزدت من سرعتي وعدت إلى مساري حيث كان يقف رجل إلى جانب الرصيف، فصدمته صدمة عنيفة قتلته بعد ساعات قليلة من وصوله إلى المستشفى.

كنت فتى في السابعة عشرة من عمري. انتابتني حالة هستيرية فيما أنا أتصل بوالدي هاتفياً لإبلاغه بالحادثة، فحضر على الفور. وحين وصل رجال الشرطة إقتادوني إلى سيارة تابعة لهم، فيما حاول أخي الأكبر إقناعهم بأنّه هو من كان يقود السيارة، لأنّه كان يحوز رخصة سوق سيارة.

لكني أصريت على أنني أنا من كان يقود السيارة.

هذه الأسطر شهادة عن الحادثة ومدة الشهر التي أمضيتها في سجن رومية للأحداث.

 

الطريق إلى سجن رومية مليئة بالريبة والعرق، والدخان الكثيف الذي راح يتصاعد من أفواه جميع الموقوفين، جاعلاً من الشاحنة الصغيرة التي نقلتنا من نظارة بعبدا غيمة متنقلة خنقتني على مدى أكثر من ساعة كانت دهراً في رئتي.

عشرون فتى ورجلاً رصفنا في تلك الشاحنة، المعدة لعشرة على أبعد تقدير. ولكثرة تعرقنا راحت تتحول إلى فرن بشري، نتيجة هندستها المتآمرة مع شمس آب الحارقة، فاستطاع بعضنا أن "يزحّط" من يديه الأصفاد الحديد، تلك التي لم تفارق معاصمنا حتى دخولنا باحة السجن الداخلية. هناك أجبرنا على خلع ثيابنا كلها أمام أنظار السجناء ونظراتهم المستغربة، فيما راح بعضنا يقوم آلياً بما طلب منّا، حتى قبل أن يطلب الشرطي ذلك. أولئك الذين اكتشفنا لاحقاً أنّهم "سوابق"، أي أنهم يدخلون السجن للمرة الثانية على أقل تقدير، إن لم يكن للمرة الرابعة أو الخامسة.

كنت واحداً من الذين تخلّصوا من القيود سراً. كانت لحظة جميلة. أحسست حينها اني تغلبت على السجان، الذي بدأ عقلي ينمّطه في صورة وحيدة. كأنني خرجت من سجني حين هربت من الأغلال للحظات قليلة. لكن أحد السجناء "السوابق" حذرنا من انطواء الأمر على عقوبة كبيرة، وعلى أيام في "الإنفرادي" الذي عرفنا لاحقاً أنّه السجن الإنفرادي، كابوس كل سجين، فأعدنا الأصفاد إلى أيدينا بسرعة خائفة.

العنف المادي والمعنوي

الأيام الثلاثة الأولى، التي أمضيت منها ليلتين في مخفر المنطقة وثالثة في نظارة بعبدا، كانت أشبه بكابوس. لكنها كانت طازجة. ربما لأني لم أكن استوعب ما يجري معي حتى تلك اللحظات. فالجميع كانوا يؤمون المخفر لرؤيتي وطمأنتي. كما أنّ الكثيرين سمح لهم برؤيتي في بعبدا، ما أخرجني من ذلك القبو الذي يسمونه سجناً لأكثر من ساعتين مجتمعتين في اليوم الذي قضيته هناك. فـ"ثقافتي" كسجين لم تكن تتعدّى أكثر مما جمعته في ذاكرتي من خليط الأفلام المصرية والأميركية. وضعوني في طابق تحت الأرض أشبه بوكر جرذان.

في سجن المخفر، تختلط رائحة التعفن المنبعثة من الفرش الممزقة، بالروائح الآتية من الحمام الذي لا يبعد عن واحد من الفرش أكثر من متر ونصف المتر. وتسمية "حمام"، التي تختلط في الذهن بالبلاط والمرحاض والمغسلة و"البانيو"، لا تعدو كونها ذكرى مترفة هنا. فحمام المخفر عبارة عن فتحة في الأرض يعلوها صنبور صدئ. لا باب للحمام في الغرفة التي لا تتعدى مساحتها عرضاً المترين والأربعة إلى خمسة أمتار طولاً.

منذ اللحظات الأولى في هذا السجن التحضيريّ، الذي كان يشاركني فيه شاب عشريني، تملكني إحساس بأنّ فترة عقوبتي بدأت منذ الآن، وبأنّ ما يقال عن "البراءة حتى تثبت الإدانة" ليس سوى قول آخر أفرغه ما يحصل معي من مضمونه، لأنّ جميع القيمين على الاماكن التي مكثت فيها سجيناً أو محتجزاً، يعاملون المحتجزين على أنّهم حثالة المجتمع ورائحته النتنة.

أذكر أنّه حين أرسلوا بطلبي لإخضاعي لفحص الإيدز، خفت من الإبرة المفتوحة، بسبب ما جمعته من حملات التوعية المدرسية ضد الإيدز. فسألت من كان يقوم بالفحص إذا ما استعمل الأبرة أحد قبلي، فأجابني: "ما دمتم تفهمون ولستم حميراً، ما الذي يأتي بكم إلى هنا؟". شعرت حينها أنني حشرة صغيرة تدور حول رأس هذا الرجل الذي قد لا يكون سوى طبيب مسجون. أحسست أنني لم أعد أساوي سوى كلمة "محبوس"، مقرونة في لا وعي الجميع بمصطلحات مثل الإجرام والدونية وعدم الأهلية العقلية أو الاجتماعية، وغيرها من الكلمات التي يقصدها الناس حين يقولون هذه الكلمة المهينة: "محبوس".

المخفر الذي احتجزت فيه يقع في مبنى معدّ للسكن وتسكنه عائلات كثيرة. كأن المخفر أقيم في شقة صغيرة في طبقته الأولى، للضرورة، وعلى عجل. وفي إحدى الغرف التي أعدّت لتكون غرفة نوم ربما، أو صالونا، سجنت يومين اثنين. كان يفصلني عن الخارج باب أسود. وكان يضحكني تذكري أنني محتجز في غرفة معتمة في إحدى الشقق السكنية. حينها كنت أتذكر وعيد أمي، في طفولتي، بأن تحتجزني في غرفة مظلمة وتقفل الباب عليّ إلى الأبد. وكان ذلك الشعور يعاودني كلما شعرت بالخوف: أن أبقى محتجزاً بين جدران أربعة إلى الأبد. وكنت أسأل كلّ من يزورني، وهم عشرات في اليوم الواحد: هل سيشنقونني؟

 

الخطيئة والرقص

هناك، في تلك الغرفة المظلمة، عرفت بأنّ الرجل الذي صدمته توفى. وعرفت أنني لن أخرج بعد أيام قليلة كما اتفق كثيرون على إيهامي. عرفت أيضاً، وفي حينها كنت متأكداً، أنني سأمضي ما تبقى من شبابي وراء جدران أربعة على أقل تقدير، إن لم أشنق.

كان منظر الحادثة يعبر في رأسي كالألم. عشرات المرات في اليوم الواحد، في نومي وفي صحوي. وكنت أنتظر عدالة السماء لتنفذ حكمها الإلهي في جسدي، الذي أخذ يقرفني ويخيفني تذكري أنه يلبس الخطيئة الكبرى: القتل. جسدي الذي سريعاً راح يكبر في الأيام اللاحقة بسبب العادة الجديدة التي شغلتني عن الخوف وعن التفكير بالأسوأ: الأكل المتواصل لما كانت تأتيني به أمي يومياً، وبسبب توقفي عن ممارسة رياضتي اليومية، وتوقفي عن الرقص الذي كنت أمارسه يومياً.

لقد كنت أعمل راقصاً في إحدى فرق الرقص التعبيري قبل أن أدخل السجن وأفقد رغبتي في الرقص. كأنني رميت توق جسدي للتمايل في مكان الحادثة، حيث رأيت الرجل الذي دهسته يتمايل برقصة موته على أنغام صراخي. وفقدت كذلك رشاقة جسدي، تلك الرشاقة التي راحت تبتعد رغم محاولاتي اليائسة لانتشالها بالمشي في طول الغرفة وعرضها، وحين نزلت لأكثر من أسبوعين مع 28 سجيناً آخراً من الذين كنت أراهم، مثلما تعودت أن أراهم، حثالة المجتمع، قبل أن أصير واحداً منهم، وعرفت أنّهم جاءوا إلى السجن لأنهم أخطأوا كبشر، لا لأنهم حيوانات أو حثالة يجب رميها في أقرب مستوعب للنفايات.

بعدما رحلت من نظارة المخفر إلى نظارة بعبدا، بدأت رحلة التأقلم مع واقعي الجديد. رحت أقنع نفسي بوجوب التعود على السجن، لأنني سأمضي فيه بقية حياتي. حينها فقط بدأت أتعرف إلى زملائي السجناء، الذين كان لهم الفضل الأكبر في عدم انهياري.

بعد أن نجحت "الواسطة" في نقلي إلى سجن الأحداث لأنه "أكثر راحة"، على ما قال لي قريبي الذي يعمل في قصر العدل في بعبدا. ركبنا تلك الشاحنة التي أوصلتنا إلى رومية، حيث قسمنا بين محكومين وموقوفين وأحداث.

توقعت حينها أن يعطى كلّ منا غطاء وزيا موحدا كما في الأفلام السينمائية التي كانت الأساس الوحيد لمقارنة ما يحصل معي ببعض من التوقعات، وهي كانت تخطئ في غالب الأحيان.

بعض السجناء، الذين يقومون بعمل النظّار هناك، قادوا كل منا إلى المبنى الذي يجب أن يقضي فيه فترة عقوبته أو توقيفه التي أحسب أنني كنت الوحيد الذي لا يعرف كم ستكون. لقد كنت موقوفاً احتياطياً، ولم يصدر في حقي حكم، لأن دعوى قضائية لم ترفع بحقي أصلاً.

 

في سجن الأحداث

الأصفاد التي كنا نلعب بها في الطريق فكّت عندما ترجلنا من الشاحنة، وبدأ كل شيء يتغير. فحملت الأغطية التي أتتني بها أمي مع مجمع الحلاوة بالطحينية وعلبة "البيكون" وتبعت ذلك الشاب، الذي عرفنا لاحقاً أنّه مع باقي زملائه النظّار والمسؤولين غير العسكريين عن السجن، من الموقوفين لانتمائهم إلى ميليشيا جيش لبنان الجنوبي. كانوا يمضون مدة عقوبتهم خارج الزنازين، لئلا يبقون فيها وقتاً طويلاً مع غيرهم المسجونين، تفادياً للإحتكاكات بين "المسجونين الوطنيين" و"المسجونين العملاء". ومن هناك دلني ذلك الشاب العشريني إلى الغرفة التي سأسجن فيها.

عندما وطأت رجلي الطبقة الأخيرة من مبنى الأحداث الذي يضم طبقة للمجانين على ما قاله لي كثيرون وعلى ما رأيت بعينيّ، وطبقة أخرى للموقوفين، افترضت أنني أدخل عالماً يشبه كثيراً ما كنت أراه في الأفلام المصرية، ركيزة ثقافتي الضئيلة عن السجون وحياتها.

على الباب استقبلني أحد السجناء، الذي بدا واضحاً أنّه في منتصف العشرينات وليس "حدثاً"، كما يطلق على السجناء الذين لم يتعدوا الثامنة عشرة من العمر. وقد اعتقدت يومها أنني أمام موظف من موظفي السجن. لكنه كان يلبس ثيابا قطنية داخلية، ويفرك شعره، ما يدلّ على أنّه أنهى لتوّه حماما مريحا.

لاحقاً، بعد نحو أسبوع، اكتشفت أنّ ذلك الشاب من أصحاب الحظوة في السجن، والحظوة هناك تعني الإنتقال من زنزانة عادية مع بقية المسجونين، إلى طبقة الأحداث، التي لا تشبه السجن في الشكل، لكنها أسوأ منه في المضمون.

هذا الشاب، الذي قال بعض السجناء أنّه من حراس السجن، فيما أكد آخرون أنّ "واسطته قوية"، "يملك" زنزانة خاصة به، مجهزة بأدوات كهربائية حديثة، منها مروحة وتلفزيون ومسجلة – راديو وبراد وغيرها مما لم أعد أذكره، كما جهّزت غرفته بحمام سوبر ديلوكس، على ما رأيت حين طلبني إلى غرفته ليملي عليّ ما سأقوله للمحققين حين يسألوني لماذا وقعت على الأرض ومن ضربني؟.

كان باب حمامه مفتوحاً يومها، والمروحة تدور من اليسار إلى اليمين وبالعكس، وصوت الأغاني الذي لم أسمعه منذ أسابيع ينبعث من راديو كبير نوعاً ما. ثم طلب مني أن أقول أنني سقطت على الأرض بعد أن تعثرت. لكنني رفضت، فما كان منه إلا أن أستعان بشهود زور، أحدهم كان بدأ يصبح قريباً مني. وطلبت من أمي حين زارتني أن توصل إلى آمر السجن أنّ ذلك الشاب ضربني. فلما عرف بذلك أرسل بطلب ذلك "المحظي" وأمره أن يعتذر مني، ففعل.

 

عرف السجن المصان

في اليوم الثاني من نزولي المؤقت في سجن رومية، زارني أخي مع أمي، وأتوني بأكياس من التفاح والموز والخيار والبندورة، وببطانية جديدة لأنام عليها، وصابونة و"شامبو" للإستحمام، وصندوق من عبوات المياه المعدنية.

افترضت حين أتتني أمي بتلك المؤونة، أنني سأقضي وقتاً طويلاً هناك. وقت من المستحيل معه أن أنتظر لأستحم حين أعود إلى منزلي. وفهمت أنّ الأكل يعني أنني يجب أن أنشئ في زنزانتي مطبخاً بديلاً عن مطبخ بيتنا، ما سمح لي أن ألعب دوراً محلياً وإقليمياً فاعلاً بين السجناء!

وبدأت الهدايا تكثر، وصندوق المياه أصبح صندوقين، ثم ثلاثة وأربعة. وراح رأسمالي يكبر، من الأموال العينية المنقولة، التي هي العملة الوحيدة في السجن، حيث يمنع إدخال الأموال. وراحت تكبر القيمة الإجتماعية والنفوذ اللذين بدأت أتمتع بهما.

في هذه الغرفة حيث عشت نحو شهر من الزمن مع 27 من زملائي، رأيت أنّ 28 شخصاً قادرون على تمثيل المجتمع الإنساني بكامله.

بداية، هناك نظام على الجميع أن يتبعه. فحين دخلت إلى زنزانة "الدخول"، أشار الجميع إلى ورقة ألصقت على الحائط كتبت عليها تعليمات بلغة عربية ركيكة جدا. كلماتها تقول أنّه على الجميع أن يشاركوا في تنظيف الزنزانة يومياً. وأن يناموا "برا بالدور"، أي خارج الغرفة وذلك مداورة، ولهذا قصة أخرى.

فالزنزانة التي سكنت فيها كانت تحتوي على ثمانية أسرة فقط. ما يجبر عشرين منّا على النوم في الممر الخارجي المفتوح على السماء من الجهتين. وعلى أفراد الزنزانة أن يستحموا كل يوم، بأمر من مدير السجن، لمنع انتقال الأمراض، وغيرها الكثير من الأوامر التي تجبر "الحدث" على الرضوخ لأوامر "رئيس" الزنزانة الذي يضع القوانين ويغيرها ويعدلها مزاجياً.

و"الرئيس" هو "الشاويش" بلغة السجن. ليس "شاويشاً" يتبع سلك الشرطة كما في الأفلام المصرية، بل هو "شاويش" مستقل يحكم زنزانته كأي رئيس دولة. وسبيله إلى الحكم هو الأقدمية كما يقول العرف المصان في السجن، لكن القوة بدت هي السبيل على ما رأيت وعلى ما قاله لي كثيرون. هذا الرئيس له صلاحيات ملك، فيصدر الأوامر، ويسهر على فرض احترام رعيته على بقية "شاويشية" الزنازين الأخرى. وله مع هؤلاء الشاويشية علاقات تشبه العلاقات بين رؤساء الدول. وهو يضرب بيد من حديد كل من يعصى أوامره. وله الحق بأخذ ما يريد من الأطعمة وممن يريد. وهو الذي يستلم وجبة المساء التي تتألف من صحن لبنة أو جبنة أو حلاوة أو مربّى، ويوزعها على البقية بعد أن يشبع أو يشفق على أصحاب النظرات الجائعة. و"رئيس" زنزانتنا كان سوري الجنسية، دخل السجن بتهمة سرقة دراجات نارية، وهو اعترف بما نسب إليه على ما قال لي. وكان ممنوعاً على أحد أن يناديه باسمه، كما ملزمين بمناداته "يا شاويش". وكان شهماً نسبياً، لأنه، هو القوي البنية، وإن كان يضرب رعاياه بيد من حديد، فإنّه لا يسمح لأحد من الزنازين الأخرى أن يمسهم بسوء.

أما عن كيفية وصول نزلاء الزنازين الأخرى إلى زنزانتنا، فذلك سببه فتح إدارة السجن أبواب زنازين الأحداث من الصباح حتى ما بعد الظهر. وقد يكون سبب ذلك هو الاعتقاد بأنّ الأحداث لا يستطيعون الهرب بسبب قلّة خبرتهم أو جبن يعود لصغر سنهم، أو لأن أحكامهم لا تستدعي من أحد أن يفكر بالهرب. وعلى ما سمعت وخبرت أثناء إقامتي في رومية، فإنّ الأحكام التي تصدر في حق "الحدث" تكون أكثر رحمة من تلك التي تصدر بحق البالغ، الأمر الذي أكده أحد المحامين قائلاً بأن "الحدث لا يشنق". قال لي أحد السجناء أنّ "الحدث" القاتل لا يشنق بل يسجن لمدة سبع سنوات، وذلك الذي يقتل داخل السجن لا يسجن إلا سنتين، لكن القانون يترك ذلك "رهنا بأسباب القتل"، على حد قول ذلك المحامي. وكان ذلك الحديث مشتقاً من تهديد أحد "الشاويشية" لأحد نزلاء زنزانته بالقتل إذا هو لم يدفع الخوة المفروضة على الجميع من دون استثناء، والمؤلفة من عدد من السجائر التي يستطيع ذلك السجين تقديمها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق