مختارمقالات

وسام الحسن: كلّ لبنانيّ حقيقيّ مصيره القتل


لا أعرف لماذا شعرت أنّني مستهدف شخصيا في اغتيال وسام الحسن. في قلبي جزء مقاوِم ضدّ إسرائيل شعرته مستهدَفًا.. وسقط. وفي قلبي جزء مقاوِم ضدّ نظام الأسد وداعميه اللبنانيين، شعرته مستهدفًا.. وسقط.
وسام الحسن هو الرجل الوحيد الذي تصدّى لإسرائيل، بكشف شبكاتها التجسسية، وبملاحقة عملاء لها داخل "حزب الله"، وتصدّى للنظام السوري بكشف مخطّط ميشال سماحة. لم يحدث في تاريخ لبنان أن وقف رجل واحد ضدّ هذين العدوّين اللدودين للبنان: وقف وسام الحسن.
وسام الحسن ليس سنّيا ليغضب السنّة، وليس عدوّ الشيعة لنسمع مفرقعات في بعض المناطق كما في اغتيالات سابقة. كان لبنانيا، واللبنانيون هم المطلوب قتلهم وإلغاءهم: كلّ لبنانيّ مصيره الموت، والمجد والخلود للطائفيين المتعصّبين كارهي لبنان والعاملين ضدّه.

لا أعرف لماذا شعرت أنّني مستهدف شخصيا في اغتيال وسام الحسن. في قلبي جزء مقاوِم ضدّ إسرائيل شعرته مستهدَفًا.. وسقط. وفي قلبي جزء مقاوِم ضدّ نظام الأسد وداعميه اللبنانيين، شعرته مستهدفًا.. وسقط.
وسام الحسن هو الرجل الوحيد الذي تصدّى لإسرائيل، بكشف شبكاتها التجسسية، وبملاحقة عملاء لها داخل "حزب الله"، وتصدّى للنظام السوري بكشف مخطّط ميشال سماحة. لم يحدث في تاريخ لبنان أن وقف رجل واحد ضدّ هذين العدوّين اللدودين للبنان: وقف وسام الحسن. كذلك شارك في إدارة المعلومات التي أفضت إلى كشف شبكة اتصالات من اغتالوا الرئيس رفيق الحريري.
الرجل هذا قتلوه. لا أعرف من. من العار أن نستبعد إسرائيل. من الغباء أن نستبعد النظام السوري. لكنّ الأكيد أنّ وسام الحسن خرج من المعادلة. القاتل أخرجه لأنّه يريد أن يصعّد. الأرجح أنّ هذا القاتل يستدرج تدخّلا خارجيّا، ربما لاستعادة عصب قوميّ عروبيّ وطنيّ ضدّ هذا الخارج. لأنّ الحسن كان جزءا من خطوط حمراء دولية. إغتياله كسر خطوطا حمراء، مثلما كان اغتيال الحريري كسرا لخطوط حمراء دولية وإقليمية.
الأميركيون محشورون اليوم بانتخاباتهم، كما كان الحال في 2008، حين كان الأميركيون منشغلون بانتخاباتهم عن غزوة بيروت. لم ينتحر النظام السوري بهجوم على إسرائيل. هذا نظام لم ولن ولا يحارب إسرائيل. هجم على اللبنانيين، كما كان يفعل دائما، تارة يقاتل الفلسطينيين، وتارة اللبنانيين، واليوم يقاتل السوريين وداعميهم.
الإيرانيون يريدون استدراج هذا الخارج، والنظام السوري يريد أيضا، والقوى الحليفة لسوريا في لبنان من مصلحتها فتح جبهة مع "خارج" ما، الأنسب لها أن يكون أوروبيا أو أميركيا، وليس إسرائيليا.
أيضا قد يكون القاتل إسرائيليا يريد الفتنة في لبنان. هذا خيار معقول، لمن يريد وضعه في النقاش، لكنّه ليس مرجّحا، وقد يكون واهيا جدّا. في الأيام الآتية قد نشهد بداية مسلسل إغتيالات جديد يحصد قيادات المعارضة اللبنانية. حينها سنعرف إذا كانت نغمة "إسرائيل هي القاتل" منطقية.
وسام الحسن ليس سنّيا ليغضب السنّة، وليس عدوّ الشيعة لنسمع مفرقعات في بعض المناطق كما في اغتيالات سابقة، وليس 14 آذاريا كما يحلو للبعض تصنيفه. كان أقرب إلى سعد الحريري بحكم قوانين النظام اللبناني البالية. لكنّه كان لبنانيا. اللبنانيون هم المطلوب قتلهم وإلغاءهم.
رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي، والقائمة تطول، واليوم وسام الحسن. كلّ لبنانيّ مصيره الموت، والمجد والخلود للطائفيين المتعصّبين كارهي لبنان والعاملين ضدّه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق