مختارمقالات

خفّة نديم الجميّل التي لا تحتمل: التكاذب اللبناني في ذروته

هل نصدّق أنّ النائب نديم بشير الجميّل يحبّ الطائفة الشيعية؟ لماذا إذا استفزّها بكلمته الأخيرة؟ في الفيدو المرفق لفتنا النظر إلى كميّة التكاذب التافه التي يمارسها المسؤولون اللبنانيون كلّ يوم. تماما كما كان الإحتفال بعيد الإستقلال في وسط بيروت، والبهرجة والمفرقعات الليلية، تمرينًا لبنانيًا جماعيًا على التكاذب الوطني. فالتكاذب يكاد يكون القيمة الوحيد التي يتفق عليها اللبنانيون. فما الذي أجبر الشيخ اليافع على وضع نفسه في موقف محرج كهذا؟ ولماذا يريد أن يتحدّث عن الإمام الحسين وهو لا يعرف لغته العربية حتّى؟ ولماذا استدعى وسائل الإعلام كلّها لينفّذ فضيحته أمام الكاميرات؟
وقع الفتى في فخّ تكاذبه، وبان التكاذب في ذروته الدرامية الكوميدية، "خاصّةٌ" أنّ الجميّل لا يعرف شيئا عن الحسين ولا عن أهله وأبنائه. وبالفيديو الذي منتجه فريق "مختار" دفع المخطِىء ثمنا "باظلا" (عودوا إلى الفيديو)، وسيحتاج إلى "أدوياء" كثيرة ليصحّح الخطيئة في حديثه الأخير.

 

هل نصدّق أنّ النائب نديم بشير الجميّل يحبّ الطائفة الشيعية؟ لماذا إذا استفزّها بكلمته الأخيرة؟ وهل نصدّق أنّه يحبّ الإمام الحسين؟ فلماذا إذا أهان ذكرى استشهاده بحديثه؟ وهل هو يحزن في الأيام العاشورائية على المصاب الأليم؟ فلماذا إذا اختار مكانا بعيدا عن الهوى الحسينيّ ليطلّ منه على المناسبة؟ ألا يعدّ هذا استفزازا؟
ثم من كتب له الكلمة؟ ومن علّمه القراءة؟ وهل هي إهانة مقصودة أن يعجز عن قراءة كلمة مكتوبة؟ وهل كاتب الكلمة تقصّد الإهانة في تسليم فتى نيابيّ كلمة مهينة عن مناسبة تمسّ وجدان كلّ مواطن لبناني من أصول شيعيّة؟
في المونتاج الذي أعدّه موقع "مختار" لكلمة الجميّل لم يكن الهدف إضحاك الناس وجذب انتباههم بقدر ما كان المُبتَغَى لفت النظر إلى كميّة التكاذب التافه التي يمارسها النواب والوزراء والمسؤولون اللبنانيون كلّ يوم. ولفت النّظر إلى كميّة القدرة المهولة لدى الطبقة السياسية اللبنانية، المتكاذبة دوما، على تلفيق الحبّ والتعاطف في المناسبات المذهبية أو الطائفية أو المناطقية أو الوطنية. تماما كما كان الإحتفال بعيد الإستقلال، في وسط بيروت، والبهرجة والمفرقعات الليلية، تمرينًا لبنانيًا جماعيًا على التكاذب الوطني.
فهو كان احتفالا باستقلال ماذا؟ إذا كانت الدولة أرضا وشعبا وحدودا ودستورا، فلا نحن متفقّون على الأرض، ولا نحن شعبٌ واحدٌ، ولا اتفقنا يوما على الحدود، لا في الشمال ولا في الجنوب، ولا نركن إلى دستور محدّد، إن كان من الأربعينات، أو من طائف التسعينات.
التكاذب يكاد يكون القيمة الوحيد التي يتفق عليها اللبنانيون، وهناك من همس في أذن نديم الجميّل أنّ اللحظة مؤاتية لتكاذب رابح في المناسبة الحسينية المقدّسة لدى الشيعة في العالم كلّه.
فما الذي أجبر الشيخ اليافع على وضع نفسه في موقف محرج كهذا؟ ولماذا يريد أن يتحدّث عن الإمام الحسين وهو لا يعرف لغته العربية حتّى؟ ولماذا استدعى وسائل الإعلام كلّها لينفّذ فضيحته أمام الكاميرات؟ وهل كان الجميّل، من منبر شخص مرذول في الجنوب، يقول لمحبّي الحسين: هذا الذي أحبّه فيكم، ولا أحبّ منكم غيره. إذا كان الأمر كذلك فهو يتحدّى. والأجدى بالمتحدّي أن يكون صلب المنطق، طليق اللسان، قويّ الحجّة، لطيف الطلّة، وبهيّ اللغة. لا أن يكون جاهلا بالمناسبة وضعيفا في القول ضعفه في المنطق واللسان، ومهينا في المحصّلة.
غضب النائب وعقّب على الفيديو بالضعف نفسه قائلا إنّ ما فعله، من زيارة وكلام وأخطاء، هو لتأكيد "الخلاف مع حزب الله وليس مع الطائفة الشيعية". وكأنّ هناك من يأبه بهذا لدى عموم أهل الجنوب والبقاع وبعلبك. كأنّ هناك من يريد وصلا بالنائب اليافع. كأنّ هناك من سيفرح بأنّ نديم الجميّل حيّد خلافه مع "حزب الله" عن عموم المنتسبين إلى "الطائفة الشيعية".
كان الشيخ الجميّل يرسل إشارة تحدٍّ إلى "حزب الله" والطائفة الشيعية، ووقع في فخّ نفسه. فلا هو قادر على محاكاة المناسبة، ولا في استطاعته أن يكون ثقيل الوزن الإجتماعي أو السياسي، ولا نطق عن هوى مسيحيّ عام، ولا استمع إليه هوى شيعيّ. "خاصّةٌ" أنّه لا يعرف شيئا عن الحسين ولا عن أهله وأبنائه. وبالفيديو الذي منتجه فريق "مختار" دفع المخطِىء ثمنا "باظلا" (عودوا إلى الفيديو)، وسيحتاج إلى "أدوياء" كثيرة ليصحّح الخطيئة في حديثه الأخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق