مختارمقالات

سماحة السيّد: لا.. الشعب السوري أهمّ من الدور

بعد سنتين من سماعه حجّة أنّ "حزب الله" يقف مع يزيد الشام بشّار الأسد ضدّ الحسينيين الثوّار على ظلم نظامه، قرّر الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن يردّ: "المظلوم في سوريا كلّ البلد وكلّ شعبها وكلّ جيشها.. ونصرتها بوقف تدميرها لتبقى موحّدة وتستعيد موقعها في المنطقة".

هكذا بعدما تيقّن نصر الله من أنّ النظام ومعارضيه باتوا متساوين في حمل السلاح (تقريبا)، ساوى بين الطائرات وبين حنجرة ابرهيم القاشوش المقطوعة: كلا يا سماحة الأمين العام. الحجّة ليست مُحكَمَة. الجيش ليس متساويا مع الشعب. و50 ألف قتيل ومثلهم من المفقودين، وأضعافهم من الجرحى، ليسوا "فدا إجر  الدور". الدور ليس أهمّ من الشعب. والشعب ليس مساويا للجيش. الحجّة غير موفّقة و"حزب الله" ما زال في معضلة أخلاقية ودينية وشرعية.

 

بعد سنتين من سماعه حجّة أنّ "حزب الله" يقف مع يزيد الشام ضدّ الحسينيين الثوّار على ظلم نظام الأسد، قرّر الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن يردّ: "المظلوم في سوريا كلّ البلد وكلّ شعبها وكلّ جيشها لأنّها مستهدفة على أكثر من صعيد. اليوم نصرة المظلوم في سوريا هي وقف تدمير سوريا ووقف الدم لتبقى سوريا موحّدة وتستعيد موقعها في المنطقة".

هكذا بعدما تيقّن نصر الله من أنّ النظام ومعارضيه باتوا متساوين في حمل السلاح (تقريبا) وأنّ الأسد نجح في حرف الثورة المدنية لتصير مجموعات ثورية مسلّحة، قرّر أن ينتقل إلى الحجّة الجديدة: "سوريا كلّها حسينية والحلّ بوقف تدميرها".

ساوى نصر الله بين الطائرات والمدافع والجيش النظامي العتيق، وبين شبّان حملوا السلاح دفاعا عن أعراضهم وبيوتهم. حين بدأ جيش الأسد بتطهير جسر الشغور قبل سنتين، وحين كانت نشرات الأخبار تفيض بصوت المغنّي ابرهيم القاشوش، لم يكن بمقدور نصر الله استعمال هذه الحجّة. كنّا نسمع صوت القاشوش في التظاهرات وأغنياته، وحين صرنا نسمع صوت الرصاص فقط، من الجهتين، إعتدل نصر الله في جلسته وقرّر أن الوقت بات مؤاتيا لمساواة الجيش بالشعب.

أما وأنّ شبّيحة النظام اقتلعوا حنجرة القاشوش ورموه في النهر، وقتلوا المتظاهرين، أو معظمهم، وحمل السلاح من عاش ليروي منهم، فبات في استطاعة نصر الله مساواة القاتل بالقتيل. بات يمكنه تزويد جمهوره بردّ على حجّة أنهكت قيادة "حزب الله". حجّة أنّ الحزب الحسيني يقف مع الطاغية ضدّ شعبه. والردّ هو التالي: "سوريا كلّها مظلومة جيشا وشعبا ودورا". ساوى بين الجيش الذي يقتل وبين الشعب المقتول وبين الدور.

كلا يا سماحة الأمين العام. الحجّة ليست مُحكَمَة. الجيش ليس متساويا مع الشعب. و50 ألف قتيل ومثلهم من المفقودين، وأضعافهم من الجرحى، ليسوا "فدا إجر  الدور". الدور ليس أهمّ من الشعب. والشعب ليس مساويا للجيش. والذي يدمّر سوريا هو يزيد العصر الذي قرّر أن يقتل كلّ ثائر عليه وأنّ "مليون بالناقص ما بيضرّ" كما يقول تلامذة الممانعة على تلفزيوناتها.

ليست سوريا الدور هي المهدّدة اليوم، سوريا القيمة الأخلاقية، سوريا الإنسانيّة، سوريا الإنسان قبل النظام، والناس قبل الجيش، والبشر قبل الحجر. وقف تدميرها يكون بوقف القصف العشوائي على المدنيين ووقف التنكيل بالمعارضين.

الحجّة غير موفّقة. "حزب الله" ما زال في معضلة أخلاقية ودينية وشرعية. وإذا عدنا إلى شهادة رامي علّيق في كتابه "طريق النّحل"، فإنّ من الثابت في تربية الحزبيين داخل "حزب الله" هو أنّه حين تتعارض المصالح العليا مع القيود الشرعية، يجوز تخطّي القيود هذه. وفي هذا "ميكيافيللية" براغماتية عالية، وليس من "الحسينية" في شيء فعل هذا.

والختام باستشهاد من الزميل علي لطيفة فخري، الذي كتب على الفايسبوك اليوم: "بحسب الروايات التاريخية، فقد قتل جدي الحسين بن علي في 12 أكتوبر 680م (10 محرم في العام 61 للهجرة) بسبب تنظيمه ثورة مسلّحة ضد التوريث والظلم والاستبداد في بلاد الشام، ورفضه اجراء أي تسوية مع الطاغية ابن مؤسس دولة التوريث".

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق