مختارمقالات

عالجوا شروق وأحرقوا مقاتلي المذاهب

لبنان في المرتبة 128 عالميا على مؤشّر الفساد، بحسب "منظمة الشفافية العالمية" في تقريرها السنوي. 128 من أصل 176. أي أنّه من البلدان الخمسين الأكثر فسادا على الكوكب. من أسباب هذه المرتبة المهينة لكلّ لبنانيّ يظنّ نفسه "فهيما" هو حروق شروق كسّاب. المرأة التي رفضت الدولة معالجة جسدها المحترق. الدولة نفسها التي تعالج مصّصي الدماء من مقاتلي العصابات المذهبية في زواريب السخافة العسكرية بين بروت وصيدا وطرابلس وغيرها.
فلنعالج شروق ولنترك الفتنة تقتل مسوخ المذهبية المقزّزين. وكلّ مقاتل يصاب في أيّ منطقة يجب أن نتركه ينزف حتّى الموت. هؤلاء يستحقّون الحرق وليس شروق.

لبنان في المرتبة 128 عالميا على مؤشّر الفساد، بحسب "منظمة الشفافية العالمية" في تقريرها السنوي. المرتبة على عدد النوّاب. ربّما لم ينتبه واضع الرقم، وربما قصد. السياسيون بالطبع سبب هذا الفساد. النواب أوّلا، والوزراء، ثم الذيل الطويل من الطبقة السياسية العفنة. من أصغر لاحس مبرد مذهبي، إلى أكبر زعيم (وكلّهم صغار بالمناسبة) إلى أكبر مموّل لهم من خارج الحدود.
ما لفتني اليوم هو الفيديو التالي الذي نشره "مختار" أمس.
فتاة لبنانية أحرقت الصدفة جسدها الشاب في أيلول الفائت، ودخلت إلى لمستشفى، واليوم تلاحقها المستشفى طالبة 10 آلاف دولار لأنّ "الضمان الإجتماعي" اللبناني رفض الإعتراف بعلاجها كاملا.
كيف تعالج الدولة مجرمي الحرب، من الطرفين، في طرابلس وبيروت وصيدا وغيرها، وترفض معالجة هذه الصبية الفقيرة؟ لو أنّها أطلقت "آر بي جي" على حيّ آخر، وأُصيبت برصاص قنّاص أثناء معركة تافهة بين رجل دين تافه وأخرق ورجل دين أخرق منه، لفتحت الحكومة (المفلسة أصلا) صناديق الإحتياط لعلاجهم.
مجرمو الحرب اليومية في لبنان يستحقّون العلاج "حفاظا على السلم الأهلي" ولـ"وأد الفتنة"، أما شروق كسّاب فلا تستحقّ العلاج. فلتحترق في فقرها، ولتحترق في فساد الدولة اللبنانية وحكامها، ولنحترق كلّنا، لكن ليحيا "أبو الغضب" الشيعي أو "أبو العضلات" السنّي أو "أبو الجماجم" المسيحي… ليحيا الطائفيون. يجب أن نعالجهم وأن نبقيهم على قيد الحياة. وحيت تتضرّر بيوتهم من معاركهم الوهمية السخيفة يجب أن تعوّض الدولة عليهم بالمال والعتاد.
بربّكم لماذا نئد الفتنة؟ أشعر أحيانا برغبة عارمة في إطلاق الفتنة. لماذا نئدها كلّ يوم؟ فليتقاتل الطائفيون وليقتلوا بعضهم بعضا. لديهم رغبة عارمة في قتل بعضهم، فليتفضّلوا، علّنا نرتاح قليلا. فلندعهم يغرقون في بحور دماء بعضهم. علّ البلد يصير نظيفا من مصّاصي الدماء الذين يكزّون على أسنانهم ليلا ونهارا بانتظا صافرة البداية ليبدأو التطهير المذهبي العنصري. فليقتلوا بعضهم بعضا علّ شروق إذا احترقت، أو إبن واحد منكم أو إبنة أحدكم، إذا مرضت، تدخل المستشفى وتعالجها الدولة مجانا.
حريق شروق يبدأ من أعلى الهرم اللبناني الفاسد. من أعلى موقع نزولا حتى الحاجب الذي يمسك باب المبنى الحكومي أو عامل التنظيفات في الشارع. كلّهم يشاركون في إدامة حروق شروق وإدامة أوجاعها.
كلّ يوم نئد الفتنة ونحرق لبنانيا. والفتنة تقتل الشبّان وتثقل كاهل شروق وكاهل كلّ لبنانيّ بتعويضات قتلى الجنون المذهبي وتعويضات للمباني المتضرّرة هنا وهناك ورواتب نواب ووزاء لا يفعلون شيئا.
فلنعالج شروق ولنترك الفتنة تقتل مسوخ المذهبية المقزّزين. وكلّ مقاتل يصاب في أيّ منطقة يجب أن نتركه ينزف حتّى الموت. هؤلاء يستحقّون الحرق وليس شروق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق