النهارمقالات

خناقة عالبيدر ولا مصيبة بالحقلة

الضجة الإعلامية الحالية، من فيديو كليب وزير الداخلية والبلديات، الذي شارك فيه غسان الرحباني، إلى الاستعدادت "لاقتحام سهول الحشيشة والأفيون"، إلى غيرها من التصريحات والتحركات، توحي اقتراب الموعد الذي سيتخلص فيه اللبنانيون من المخدرات نهائياً، في هذا الوطن النهائي!

التحقيق الذي نشرته "النهار" على مدى ثلاث حلقات، موضوع الأولى "الجامعيون والسهر وتعاطي الكحول"، والثانية "الجامعيون وتعاطي المخدرات"، والثالثة والأخيرة، اليوم، "مكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين"، يبيّن أن نسبة شاربي الكحول من الجامعييت 48 في المئة و"غالبيتهم ذكور" وأنّ 7700 طالب يتناولون المهدئات باستمرار، وأنّ 2800 طالب يدمنون المخدرات

قد تصيب هذه الأرقام، لكننا نتساءل: هل أنّ اقتحام سهول الحشيشة، التي يقدر مكتب المخدرات الأميركي مساحتها بـ12 في المئة من مساحة لبنان، سينهي مشكلة الإدمان، وبين الجامعيين في شكل خاص؟ ما هي النتائج المترتبة على هذا الاقتحام؟ في النتائج علينا أن نتذكر "ثورة الجياع"، للشيخ صبحي الطفيلي، والتهديد الأساسي الذي شهرته هذه "الثورة" بـ"العودة" إلى زراعة الحشيشة، التي شكلت وما زالت تشكل المورد الأساسي لسكان البقاع، إذ يقدر مكتب مكافحة المخدرات الأميركي عدد المصانع لتوضيب الحشيشة وتكرير الأفيون بخمسة وخمسين.

وعلينا أن نتذكر أيضاً أن سعر الحشيشة سيرتفع، مما سيدفع المدمنين إلى البحث عن أنواع أخرى من المخدرات، أكثر غلاء وأكثر ضرراً، وتالياً إلى البحث عن مصادر أخرى، ستكون المستفيد الأوّل وربما الوحيد!

علينا أن نتخيل كيف سيؤمن هؤلاء المتعاطون والمدمنون الأثمان الباهظة لهذه المخدرات، وخصوصاً إذا علمنا أنّ نسبة العاطلين عن العمل منهم هي 26 في المئة، ونسبة الجامعيين والثانويين تزيد عن 53 في المئة.
سؤال آخر: أين كان الأمن "المستتبّ" يوم زرعت مئات الأطنان من الحشيشة، المضبوطة منها والطليقة؟ وأين هو الأمن، حين يجيب 57 في المئة من المستطلعين بأن الحصول على المخدرات "سهل جداً".
وأين الأمن حين توزّع هذه الأطنان في الجامعات والمدارس؟ (أين أمن الجامعات!) تفهمون مقصدي طبعاً.
في العودة إلى أسباب هذه الإدمان: هل المشكلة في الحقل أم في البيدر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق