مختارمقالات

السعودية تبرّر إيران

فجأة إختفت مشاكل لبنان كلّها. نسي اللبنانيون ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء المعيشة.. تذكروا المخطوفين في أعزاز وجورج عبد الله. وباتت "العودة السعودية" محطّ كلام الكثيرين وغبطتهم. فهل يمكن بعد اليوم انتقاد "الوجود الإيراني"؟ فلنبدأ في إحصاء أرباح "حزب الله" من تكليف تمام سلام.

فجأة إختفت مشاكل لبنان كلّها. نسي اللبنانيون ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء المعيشة. نسوا سوء شبكة الإتصالات. تذكروا المخطوفين في أعزاز الحلبية. عاد جورج عبد الله إلى الوجاهة.
لم يبقَ غير قانون الإنتخابات لتنشغل الصحافة به. الراحة التي يراها الواحد على وجوه اللبنانيين غريبة. البيروتيون فرحون بتمام سلام. طرابلس هدأت قليلا. أهل الضاحية نسوا الطريق الجديدة وطرابلس ومشغولون بمقام السيّدة زينب. والمنسوب الطائفي قد يكون في أدنى مستويات بورصته منذ 10 سنوات تقريبا. وبات الأسير خطابا غير مقنع إلى الدرجة التي كانها.
كلّ ذلك بدأ في لحظة تكليف النائب تمام سلام رئاسة الحكومة. الإخراج "السعودي"، بدءا من لقاء سلام بالرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، وصولا إلى "تطويبه" في اجتماع قوى 14 آذار، وعلى لسان النائب الصيداوي الرئيس فؤاد السنيورة، كلّ ذلك بعث الطمأنينة في نفوس "السنّة المحبطين".
لكنّ هجوم جريدة "الأخبار" على "زمن الوصاية السعودية" لم يترك غضبا في شارع "حزب الله". أصلا هذا الشارع في مكان آخر اليوم. ربما ترك ارتياحا أكبر في شارع "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار. لكنّ الأكيد أنّه أراح قيادات حركة "أمل" و"حزب الله".
الراحة لأنّه بعد عقدين من الحديث عن وصاية سورية – إيرانية، بات "التدخل الإيراني" في الشؤون اللبنانية، من اليوم فصاعدا، مبرّرا بالكامل. كيف لا والحديث عن "عودة السعودية" إلى بيروت بات محطّ كلام كثيرين في جهتي الصراع اللبناني. وكيف، بالتالي، يمكن انتقاد "الوجود الإيراني"؟
هكذا يمكن البدء في إحصاء أرباح "حزب الله" من تكليف سلام. وللحديث تتمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق