مختارمقالات

من هو فارس سعيد 8 آذار؟

14 آذار أسّست "الأمانة العامة" حين انتهت "لحظة" 14 آذار، ميدانيا وربما سياسيا أيضا. "مرجع لبناني كبير" في 8 آذار (مقالة عماد مرمل في السفير الإثنين) اليوم يدعو إلى تأسيس "أمانة عامّة" لهذه القوى. فهل انتهت "لحظة" 8 المستمرّ من أيّار 2008؟

ومشهد طرابلس اليوم هو نتيجة غياب اللحظتين طرابلس مختبر الغيابين. طبقة سياسية بأمانتين عامتين، واحدة معلنة وأخرى يستجديها "مرجع بارز".و النتيجة واحدة: لا يوجد سلطة، ولا يوجد معارضة. فقط أسماء تنتظر خيوط ماريونيت الخارج لتحرّكها. فقط أحزاب تنتظر أموال الخارج لتخوض انتخابات 2013، منتعشة ومفرفشة ماليا. فقط شخصيات تتناطح للتسابق على مقاعد جاهزة في قوانين – بوسطات إنتخابية.

 

ليس خفيّا على أحد أنّ قوى 14 آذار أسّست "الأمانة العامة" حين انتهت "لحظة" 14 آذار. حين انتهت ميدانيا وربما سياسيا. تلك اللحظة التي ألهمت شعوبا كثيرة حول العالم.

اليوم يدعو "مرجع لبناني كبير"، على الأرجح أنّه أحد أبرز المراجع النيابية في 8 آذار، إلى تأسيس "أمانة عامّة" لهذه القوى. الدعوة جاءت عبر مقال الزميل عماد مرمل في جريدة "السفير" (27 آب 2012).

ألا يعني هذا أنّ "لحظة" 8 آذار، المستمرّة منذ 7 أيّار 2008، قد انتهت. وإلا ماذا يعني أن يطلب "مرجع لبناني بارز" موعدا من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر المذيع في تلفزيون "المنار" عماد مرمل؟

أليس هناك مشكلة بين نصر الله و"المرجع البارز" حين يقول الأخير لمرمل إنّ "العديد من المشكلات كان ممكنا حلّها لو وجدت آلية للتشاور واتخاذ القرار".

ويقول "المرجع" في مكان آخر من المقال إنّ هناك "قرارا نهائيا بمنع قطع طريق المطار"، مضيفا: "في حال تردّد الجيش فإنّ طرفا فاعلا في المنطقة سيتولّى حماية الطريق بالوسائل المتاحة".

علامات أخرى على انتهاء "لحظة" 8 آذار، وعلى "تحلّل" هذه القوى. الجنرال ميشال عون غائب عن السمع. "المرجع البارز" يتأفّف من الحكومة. طرابلس، مسقط رأس الحكومة، تشتعل. الضاحية، منبع الحنان المحيط بالحكومة، يخرق جدار أمنها عشائر مسلّحة بأجنحة مهيبة. وآل المقداد يرثون "هيبة" الضاحية واحزابها.

في المقلب الآخر قوى 14 آذار ليست أفضل حالا. ثمة غياب كامل للقيادة السياسية. المعارضة عادة تكون محرّك العملية الديمقراطية. فراغ المعارضة يملؤه الشيخ أحمد الأسير في صيدا جنوبا، وفي طرابلس شمالا أمثال الأسير من الملتحين: أصحاب الذقون يرثون شارع 14.

مشهد طرابلس الحالي هو نتيجة غياب اللحظتين اللتين أسّستا للسياسة اللبنانية منذ العام 2005 إلى اليوم. نتيجة غياب 8 وغياب 14. طرابلس مختبر الغيابين. طبقة سياسية بأمانتين عامتين، واحدة معلنة وأخرى يستجديها "مرجع بارز". ولبنان كلّه تسيّره حكومة على وزن "الأمانة العامة": مليئة بالتناقضات والمصالح المتضاربة، حدّ العجز.

لكنّ النتيجة واحدة: لا يوجد سلطة، ولا يوجد معارضة. يوجد فقط أسماء تنتظر خيوط ماريونيت الخارج لتحرّكها. يوجد أحزاب تنتظر أموال الخارج لتخوض انتخابات 2013 منتعشة ماليا. يوجد فقط شخصيات تتناطح للتسابق على مقاعد جاهزة في قوانين – بوسطات إنتخابية.

هذه المرّة إذا خنق المجتمع المدني مجدّدا بقوانين تفرز ممثلين على الناخبين، وليس ممثّلين عنهم، لن ينهض لبنان مجدّدا. الحرب ستأكله كلّه. ممسكو القرار لا يأبهون. المليارات التي سرقوها تكفيهم حتى ولد الولد.

العترة علينا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق