مختارمقالات

فتاة أكلوا قلبها وهي حيّة

ليس أقصى وأقسى من هذا الفيديو: فتاة لم تبلغ عامها السابع، شقّ المقاتل قلبها، أخرجه، وأكله وهي حيّة.

أمسك المسلّح، لابس القميص الأسود، محاطا بـ"قمصان سود" مثله، أمسك يدها وساعدها في إطلاق النار "عالجبل"، كما قالت. فتاة في عامها السادس أو السابع. "عالجبل"، قالت له، وهو ساعدها، وضع الكلاشينكوف في يدها، وأطلق النار، بإصبعها، "على الجبل".

ربما قتلت رصاصاتها طفلا مثلها في الجبل. ربما هناك طفل آخر يطلق النار من المقلب الآخر، لكن لا يوجد كاميرا. بالتأكيد أطفال طرابلس، الفقراء وغير الفقراء، لا يذهبون إلى المدارس.

يولدون على شاشات التلفزيون. يولدون أمام مشاهد العنف والقتل. يترعرعون في الشارع. إما في الشارع الحقيقي، أو في شوارع أسوأ: في صالونات التحليل السياسي المنزلي، والسباب والشتائم، أو في برامج "التوك شو" الأسوأ من الشارع.

يولدون في المعركة، يغويهم السلاح. فتنة القوّة. أدرينالين المغامرة. سطوة المقدرة على إطلاق النار. فيلم "أكشن" يومي تحت الشرفة. ينزل المراهق ويحمل السلاح. واليوم دور الفتيات.

كأنّ المقاتل يقول للكاميرا: سنقاتلكم ليس فقط بالرجال والمال والمراهقين، ليس فقط بالأجساد، بل أيضا بالأطفال، وبالفتيات قبل الفتيان. المشهد لا يختلف كثيرا عن مشهد الرجل الذي شقّ قلب قتيل في سوريا وأخرج قلبه وهمّ بأكله.

في هذا الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=87Ccw5sPHT0

كان المقاتل يشقّ قلب فتاة ويأكله وهي حيّة. قتلها المسلّح حين وضع الكلاشينكوف في يدها. عصر طفولتها في قبضته، صفّى مستقبلها من احتمالات الحبّ، وسجنها في "موت السلاح".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق