أساس ميديامقالات

5 ضربات بيوم واحد أحرقت ترشيح الحريري

مجموعة ضربات مؤلمة تلقّاها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، في يوم واحد.

الأولى من رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي أعلن فجر الإثنين، في بيان مفاجىء، عن "عدم تسمية الحريري" في الاستشارات النيابية الملزمة، التي كان مقرراً عقدها صباحاً. وبرّر الأمر بأن "لا شيء يعلو على تشكيل حكومة إنقاذٍ تُشكِّل حاجة ماسّة للبنان واللبنانيين في هذه الأيام، كما تعتبر، أنّه يجب التوقف جدّيًا عند مطلبِ الناس بحكومةِ اختصاصيين مستقلين"، وأنّ "القوات لن تسمّي أحدًا في استشارات الاثنين، على أن تعطيَ الثقة للحكومة في حال كانت مؤلَّفة من اختصاصيين مستقلّين يتمتعون بثقةِ الناسِ ويلبّون طموحات ومطالب اللبنانيين". وألحقها جعجع بكلام عالي النبرة في مقابلة تلفزيونية مساء اليوم نفسه: "عندما قررنا الخروج من الحكومة والمرحلة الماضية انتهت والتسوية سقطت حتى الحريري لم يعد مقبولاً لدى الناس"، طارحاً اسم "نحن في مرحلة أخرى تماماً وليس لدينا مشكلة مع تسمية نواف سلام واي اسم يبقى قيد الدرس".

بعد ظهر الإثنين خرج رئيس كتلة "الوسط المستقلّ"، نجيب ميقاتي، ليعلن أنّه "ضد تأجيل الاستشارات النيابية" لأنّ "مبررات الحريري غير مقبولة والرئيس ميشال عون لديه واجبات دستورية وما يحصل مرفوض على كل الأصعدة". وهكذا يكون حليفه السني الأبرز والوحيد قد أعلن أنّه بدأ رحلة افتراق عن خياراته، بعدما وقف إلى جانبه منذ الانتخابات النيابية إلى اليوم.

هكذا خسر الحريري "ميثاقية" تسميته، رغم أنّه لا يوجد نصّ دستوري يتحدّث عن "الهوية" المذهبية للتسمية في الاستشارات. وهذا تيسّر بعزوف جعجع بعد إعلان جبران باسيل أنّه لن يسمّيه في الاستشارات، وكان سبقه سامي الجميل (كتلة الكتائب مؤلّفة من 3 نواب)، ليعلن أنّه سيسمّي السفير نواف سلام.

وبالتالي فإنّ 15 نائبا في كتلة "القوات" خسرهم الحريري. فيبقى له كتلة الرئيس نيبه بري (17 نائباً)، وكتلة سليمان فرنجية (5 نواب) وكتلة وليد جنبلاط (9 نواب) وكتلته (19 نائباً) وكتلة ميقاتي (4 نواب)، ومجموع أصواتهم لا يزيد عن 54 صوتاً.

مراقبون رجّحوا أنّ يكون قرار "القوات" انعكاسا لرأي "عربي" بعدم تأييد الحريري في المرحلة الحالية. وهو رأي، إذا صحّ، سيجد ترجمته في "حبس" المساعدات العربية عن أي حكومة يشكّلها الحريري. وبالتالي يكون الحريري غطاءً عربياً في يوم الاستشارات. لتكون هذه الضربة الثالثة.

أما الرابعة، فتزامناً بدأت مساء اليوم الإثنين مسيرة من أمام بلدية بيروت باتجاه بيت الوسط، تحت عنوان مجازيّ هو: "سعد، سعد، سعد، ما تحلم فيها بعد". وذلك للاعتراض على احتمال تكليف الحريري تشكيل الحكومة، باعتباره "رئيس حكومات فاشلة"… وذلك بعد ليلتين من "العنف" ضدّ المتظاهرين في وسط بيروت، من قبل قوى الأمن الداخلي التي تحسب قيادتها العميقة على الحريري نفسه، ممثّلاً بوزيرة الداخلية ريا الحسن.

وبذلك يكون الحريري قد خسر الغطاء "الوهمي" الذي كان يتسلّح به، والذي يوحي بأنّ "الشارع" يدعمه في سعيه إلى حكومة يرأسها وتكون خالية من السياسيين أو من ينوبون عنهم.

ولم يكن مفاجئاً ما صدر عن "التيار الوطني الحرّ" بعد ظهر اليوم نفسه من دعوة الحريري إلى "العمل سريعاً لاختيار اسم يتوافق على جدارته وموثوقيّته لتولي رئاسة الحكومة بحيث يقوم بالتشاور مع رئيس الجمهورية وبمساعدة ودعم الكتل البرلمانية بتأليف حكومة تضم وزراء لا تشوبهم شائبة فساد ويتمتعون بالكفاءة والجدارة، كما يشارك فيها أهل الجدارة من بين الحراك ليتحمّل مسؤوليته في عملية الانقاذ بدل أن يواصل أهل السياسة استغلاله قمعاً أو تشجيعاً بحسب مصالحهم". وهكذا تكون الضربة الخامسة هي إعلان نيّة فريق رئيس الجمهورية تسمية غيره.

فهل احترق اسم الحريري؟

في عدد الأصوات، نعم، في رسالة "عربية"، نعم، وفي الشارع، نعم.

الأيام المقبلة ستؤكّد هذا الاستنتاج، إلا إذا حصلت "معجزة".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق